ختبة
ما زال يسألني بسخريته اللاذعة ويبتسم ابتسامته الخبيثه : تقول أن “ ختبة “ أحب وأجمل من هذه المدينة الساحرة التي تجري من تحتها الأنهار ؟ .. ومازلت أعيد عليه ذات الإجابة : والله لنسمة عليلة بعد شمس حارقة في يوم صائف تهب علي من خلل “ القصب “ في “ حفيصن “ أغلى وأقرب إلى قلبي من هذه المدينة بما فيها ومن فيها . أنا ابن القرية لا تسلب لبي هذه الأضواء ولا يطربني ضجيج المدنية ، وأضع يدي علي أذني حين يمر القطار كطفل جديد في هذا العالم ، أخفض رأسي بين كتفي كمنتظر لصخرة هائلة تسقط على رأسه . أسير بين هذه المباني الضخمة كسجين لا يراها إلا قضبانا هائلة لا يعرف الطمأنينة إلا حين تغيب عن ناظريه . كلما ابتعدت شعرت أن جذوري هناك تزداد عمقا ، وأزاداد قروية وبداوة وعروبة .
تعليقات
إرسال تعليق
ضع تعليقك هنا