لو أردت أن أكون شاعرا لفعلت ..
لو أردت أن أكون شاعرا يشار له بالبنان لفعلت لكنني تركت ذلك لعدة أمور. وقبل أن أسير في الحديث أود أن أقولك لك أن هذا الأمر قد لا يهمك فهذه التدوينة قد لا تنفعك وهي حديث عابر مما قد أحكيه لصديق يشاركني حب الأدب والشعر. وقد أعذر من أنذر :)
دخلت على خجل مجامع الشعر والشعراء وكنت أجلس في طرف المجلس اتأمل، وأحيانا أجد نفسي في صدره ألقي ما لدي من شعر لكنني تركت هذا لعدة أمور، أولها: غلبة النفاق والتمادح على الشعراء، والشاعر الجيد هو نرجسي بطبعه. ولن يشاركك الشاعر قصيدته وشعره إلا واثقا من أن لديه ما يستحق أن يسمعه الناس. ولذلك لا يريد منك إلا مدحا وثناء. هذا الشاعر الجيد أما غير الجيد فهو أخذ من هؤلاء نرجسيتهم مع جهله برداءة وخسة شعره. فيجمع عليك ثقل الشعر الرديء والنفس الردئية. وربما استشارك أو استنصحك فإذا صدقته ثار ومار وهاجت نفسه وماجت. وهذا الجو الرديء المريض لا يصلح لي.
وثانيها أن جل من يسمع الشعر لا يفهمه. وربما ألزمني بعض من أحب من الأصدقاء على إنشاد الشعر فأفعل وأنا على يقين أن شيلة “ردئية” ألذ إلى أكثرهم من قصيدة كتبتها في لحظة صفاء أو حزن أو لوعة .. إلخ.
وثالثها أن الشعر يُلزمك الاستغراق في التجربة، ومعنى ذلك أن تعيش اللحظة الحالمة، أو تستمطر الحزن أو البؤس أو المعاناة أو الحرمان أو البهجة أو الاندهاش … إلخ. وأنت إذا فعلت ذلك واسلمت قيادك للشعر وما يطلبه منه صار ذلك عادة وطبعا. وهذا شيء لم أعد أطيقه. وهو فوق ذلك يفقدك القدرة على التفكير السليم والنظر النقدي الصحيح.
على أني مع ذلك أتلذذ بكتابة القصيدة حينما تلح القصيدة علي. ويخرجني مما أنا فيه قصيدة محلقة، وأطرب لإنشاد الأشعار مع الأصدقاء ممن يفهمون الشعر سواء مما نقول أو ننقل.
ولو قلتَ: هل هذا هجاء للشعر والشعراء؟ قلتُ لك : لا. بل نظرة شخصية مجردة قد تقبل وقد ترد، وهي كذلك قد تتغير مع الزمن.
تعليقات
إرسال تعليق
ضع تعليقك هنا